هذا الموقف أكثر شيوعًا مما يبدو، على الرغم من أن السبب وراءه غالبًا ما يتم تجاهله. عدم الاستمتاع بـعيد ميلادك بصحبة الآخرين وتفضيل البقاء وحيدًا هو أمر أكثر شيوعًا مما يعتقده الكثيرون، على الرغم من أن الكثير من الناس يعتبرونه يومًا للاحتفال والاجتماعات والتواصل الاجتماعي. من وجهة نظر علم النفس، قد يكون هذا الاختيار مرتبطًا بالطريقة التي نعالج بها العواطف، ومرور الوقت، والحاجة إلى التأمل الذاتي، والصورة الذاتية، والارتباط بالتوقعات الخارجية.
وفقًا لعالمة النفس السريرية جيمي زوكرمان، المتخصصة في القلق والصحة العاطفية، يعاني الكثير من الناس مما يُعرف باسم حزن عيد الميلاد: مزيج من عدم الراحة والقلق أو الحساسية العاطفية التي تظهر في وقت قريب من عيد الميلاد. في هذا السياق، قد يكون اختيار قضاء اليوم في عزلة وسيلة لتقليل المحفزات وحماية التوازن العاطفي من ضغط ”الاضطرار إلى الاحتفال“.
على المستوى العاطفي، يمكن أن يحفز عيد الميلاد تقييمًا داخليًا للسنة التي مرت، والتغيرات الشخصية والأهداف التي تم تحقيقها أو التي لا تزال معلقة. تقول عالمة النفس والكاتبة سوزان كاين، مؤلفة كتاب Quiet والمرجع في دراسات الانطوائية، إن الأشخاص الذين يميلون إلى الانطوائية يحتاجون عادة إلى مساحات هادئة لمعالجة الأحداث المهمة. في هذه الحالات، لا يكون العزلة اختيارًا اجتماعيًا، بل طريقة طبيعية لإعادة شحن الطاقة.
قد يكون هناك أيضًا عنصر من العناية الذاتية العاطفية. عندما تكون هناك تجارب سابقة لعيد ميلاد صراعي أو مخيب للآمال أو عاطفي بشكل مكثف، يختار بعض الأشخاص قضاء هذا اليوم بمفردهم لتجنب الإحباط أو التوتر. لا يتعلق الأمر بالضرورة بالحزن، بل بقرار واعٍ لعيش اليوم بطريقة أكثر أصالة وتحكمًا.
لماذا يفضل بعض الأشخاص البقاء بمفردهم في عيد ميلادهم

- الحاجة إلى التأمل: يدعو هذا اليوم إلى التفكير والتقييم الشخصي.
- الإرهاق الاجتماعي: قد تكون الاجتماعات والرسائل المستمرة مرهقة.
- العناية العاطفية بالنفس: قد يساعد البقاء بمفردك على تنظيم العواطف الشديدة.
- التجارب السلبية السابقة: تؤثر أعياد الميلاد السابقة على كيفية عيش الحاضر.
- التفضيل الشخصي: يستمتع بعض الأشخاص بالهدوء أكثر من الاحتفال.
باختصار، تفضيل البقاء وحيدًا في عيد الميلاد لا يعني العزلة أو الحزن أو الافتقار إلى الروابط العاطفية. يمكن أن يكون شكلاً صالحًا من أشكال الرفاهية العاطفية، أو اختيارًا يتماشى مع الشخصية، أو طريقة مختلفة لإعطاء معنى لمرور الوقت. من وجهة نظر علم النفس، يتم التأكيد على أهمية احترام الطريقة التي يختار بها كل شخص قضاء المناسبات المهمة.
كيف يعيش عيد ميلاده عاطفياً من يختار أن يكون وحيداً؟

بالنسبة لكثير من الناس، لا يُعتبر عيد الميلاد احتفالاً، بل لحظة توقف. إنه تاريخ يدعو إلى إبطاء الوتيرة، ومراجعة العمليات الداخلية والتفكير في المسار الشخصي. عادة ما يكون هذا النوع من التجارب أكثر شيوعاً لدى الأشخاص المتأملين أو ذوي الحساسية العاطفية العالية.
من وجهة نظر علم النفس، يُفهم أن هذا الاختيار ليس مؤشراً على عدم الراحة النفسية، بل هو طريقة شخصية لعبور تاريخ مليء بالرمزية. ما يعتبره البعض احتفالاً، يعتبره آخرون تأملاً. وكلا الطريقتين في عيش عيد الميلاد متساويتان في صلاحيتهما.
على الرغم من أن عيد الميلاد يرتبط اجتماعيًا بالاحتفالات والاجتماعات، إلا أنه يظل تجربة حميمة. لذلك، فإن قضاء اليوم بمفردك يمكن أن يكون قرارًا صحيًا وواعيًا ومتوافقًا مع احتياجاتك العاطفية.
