عادة ما ترتبط احتفالات عيد الميلاد بالاجتماعات العائلية والجلسات الطويلة حول المائدة ولحظات التواصل. ومع ذلك، تشعر العديد من النساء بشعور بالوحدة أكثر حدة في هذا الوقت بالذات، حتى عندما يكونن بصحبة الآخرين.
عندما يبدو أن المحيط يحتفل بالوحدة، فإن أي مسافة عاطفية تصبح أكثر حدة. لهذا السبب، يعمل عيد الميلاد كمضخم عاطفي يسلط الضوء على ما ينقصنا، وما يثقل كاهلنا، وما لم يتم حله بعد.
كونك محاطًا بالناس لا يضمن أن تشعر بالرفقة. تشير علم النفس إلى أن هذا النوع من الوحدة ينشأ عندما لا يكون هناك رابط عاطفي حقيقي مع المقربين. إنه فراغ لا علاقة له بعدد الأشخاص، بل بجودة التواصل. يمكن أن تؤدي المحادثات السطحية أو الديناميكيات العائلية المتوترة أو الشعور بعدم القدرة على إظهار الذات كما هي إلى تكثيف هذا الانفصال.
تأتي الأعياد محملة بالتوقعات: الانسجام، والمودة، والذكريات السعيدة، أو صورة مثالية عن الحياة الأسرية. عندما لا تتطابق الواقع مع تلك الصورة، يظهر شعور بعدم الرضا العاطفي الذي يمكن أن يختلط مع الشعور بالوحدة. هذا الفارق بين ما هو متوقع وما يحدث يثير مشاعر مثل الحزن، والحنين، أو حتى الإحباط.

تُعد اجتماعات عيد الميلاد بمثابة مرآة تعكس مواقف قد يتم تجاهلها في الحياة اليومية. تفسر علم النفس أن هذه التواريخ يمكن أن تُبرز الغيابات والتغييرات الحياتية والعلاقات المتدهورة. ويترجم هذا التذكير العاطفي إلى شعور بال الضعف الذي يفسره الكثير من الناس على أنه وحدة.
سبب آخر شائع هو التعب العاطفي المتراكم. الضغط لكي تكون متاحًا، أو تظهر سعيدًا، أو تفي بجميع الالتزامات يمكن أن يؤدي إلى انسداد داخلي. عندما تغلب العواطف، يظهر الشعور بالبعد حتى في الصحبة.
يوصي الخبراء بالتركيز على العلاقات التي تضيف قيمة حقيقية، والحد من الالتزامات التي تسبب عدم الراحة، والسماح لنفسك بالشعور دون إصدار أحكام. من المفيد أيضًا خلق مساحات صغيرة خاصة بك خلال هذه الأيام، لحظات تعيد لك الهدوء والأصالة.
الشعور بالوحدة في عيد الميلاد لا يعني أنك وحيد، بل أنك بحاجة إلى روابط أعمق، وأقل ضوضاء، والمزيد من الصدق العاطفي. الاعتراف بذلك هو الخطوة الأولى لتحويل هذه الاحتفالات إلى شيء أكثر لطفًا ويتوافق مع ما تحتاجه حقًا.
